النّدوة الدوليّة الثانية: النصّ والخطاب في المَباحث العِرفانيّة

عنوان الفعالية: النّدوة الدوليّة الثانية: النصّ والخطاب في المَباحث العِرفانيّة
التصنيف: ندوة
الجهة المنظمة: جامعة حكومية
تعريف الجهة المنظمة: جامعة قابس – المعهد العالي للّغات بقابس – قِسم اللغة العربيّة

الإشكالية، الأهداف، المحاور والضوابط:

الورقة العِلميّة:
العرفانيّات حقل أتيح له أن ينفتح على اختصاصات معرفيّة متعدّدة من قبيل اللسانيات وعلم النفس وعلم الذكاء الاصطناعيّ، فضلا عن الفلسفة والتصوّف وعلم الإناسة وتحليل الخطاب والإنشائيّة. ومدار هذا الحقل تقصّي العمليّات الذهنيّة المتوخّاة في التفكير والإدراك والتعرّف والتذكّر والتصنيف.
ومن المسلَّمات التي تتأسّس عليها العُلومُ العرفانيّة:
ـ اعتبار الفكر متجسّدا أي مترسّخا في نطاق الإدراك وحركة الجسد، وفي إطار التجربة ببُعدَيها الفيزيائيّ والاجتماعيّ.
ـ الإقرار بِسِمة الفكر الخياليّة ممّا يجلوه قيام المتصوَّرات الماثلة في التجربة على الاستعارة ومختلف ضروب المجاز.
ـ عدّ الفكر ذا مقومّات “جشطلتية” تنأى به عن أن يكون ذَرّيا والقول بالطابع البيئيّ الذي يَحكم بنى الفكر ويُبرّر من ثمّ نجاعة المقاربة العرفانيّة.

المهمّ أنّ هذه المسلّمات تقطع مع الطرح الموضوعيّ التقليديّ، وتنهض على اتجاه تجريبيّ في تصوّر آليّات اشتغال الذهن. فالذهن ـ وفق هذه المقاربة الجديدة ـ لا يُسيّر الرموز المجرّدة على منوال الحاسوب عبر خوارزمات مهيكَلة بدقّة، بل يشتغل على نحو تفاعليّ؛ إذ يُعالج المعلومة من خلال شبكة مترابطة متوازية من الأنظمة التصوّريّة المتوّلدة عن تجربتنا الحياتيّة والجسديّة. والذهن إلى ذلك ليس نظاما مجرّدا بل هو نظام مجسدن. ذاك هو إجمالا الإطار العامّ الّذي يتنزّل فيه حقل العرفانياّت، وإن اكتفينا برسم الخطوط الكبرى دون اعتبار الخصوصيّات الدقيقة التي تكتسيها المناويل المتبلورة في هذا الحقل. فإذا انتقلنا إلى توظيف الحقل العرفانيّ في مجال النصوص، استرعت انتباهنا أهميّة المباحث العرفانيّة في تنمية الخبرة بالنصوص. فكان السعي إلى إيجاد حلول منهجيّة لعدّة من صعوبات يثيرها التعامل مع تلكُم النصوص فهما وإنتاجا. ويتّخذ الإسهام العرفانيّ هنا وجهين متكاملين؛ فأمّا الوجه الأوّل فإبستيمولوجيّ، قوامه الخروج بالمقاربة من حدود المثال العِلمَويّ المنشود ذي المَنحى الوضعيّ، والمقرّ بوجود شروط ضروريّة كافية تَحكم انتظام أصناف النصوص.
أمّا الوجه الآخر فإجرائيّ، يَتمثّل في عمليّة تصنيف النصوص باستلهام مكتسبات علم النفس العرفانيّ وعلم الدلالة المعجميّ فضلا عن اللسانيات النصيّة. وفي هذا المقام تتبوّأ الخُطاطات الطرازيّة التي تختزنها الذاكرة الطويلة المدى مكانة مهمّة لدى كلّ مِن المنتج والمؤوّل. فهي التي تُوجّه استراتيجيّات الفهم الاستباقيّة، وعلاوة على ذلك، استُنبطت في مقاربة أبنية النصوص ودلالاتها وعوالم الخطاب طرائق منهجيّة تأتّت من انفتاح الحقل العرفانيّ على المعارف المحايثة، وهي طرائق اقتضاها وضع المعرفة القائم حاليّا على تداخل التخصّصات. وتمّ لهذا الغرض تشغيل مفاهيم في مقاربة النصوص عرفانيّا، من قبيل المجالات الذهنيّة (Mental spaces) والخطاطات (schemas) والأُطُر(Frames) والمزج ( Blending ) وغيرها. وتبقى هذه المفاهيم بحاجة ماسّة إلى استقصاء، تمهيدا لتدبّر إمكان استثمارها في تناول النصوص، والنظر في قيمتها الإجرائيّة.

لقد آثرنا في هذه الورقة العِلميّة أن تتّجه البحوث المنجَزة في إطار الندوة المقترحة إلى مسلكين اثنين:
1. تعميق النظر في مفاهيم الحقل العرفانيّ الكبرى وتدبّر خلفياتها المَرجعيّة وقيمتها الإجرائيّة وما تثيره من قضايا إبستيمولوجيّة استنادا إلى خبرة الباحثين في المجال. وممّا يَجدر تناوله في هذا السياق:
ـ اللّغة و الذهن.
.قضايا المعنى والقصد والسياق في المباحث العرفانيّة.
.الصّورة في المباحث العرفانيّة
ـ مفهوم النصّ ومنزلته في المَباحث العرفانيّة.
ـ جدوى المقاربة العرفانيّة وحدودها.
2. إجراء تطبيقات مختلفة وقراءات مُتعدّدة لنصوص متمايزة في ضوء مكتسبات الحقل. ومن المؤكّد أنّ الاحتكام إلى هذا المنظور من شأنه أن يوسّع آفاق المعرفة العلميّة بخصوص قضايا شائكة في مجال الأدب سبق تناولها من زوايا تاريخيّة وبنيويّة وتداوليّة، ولم توضع على محكّ المقاربة العرفانيّة، من ذلك مسائل الجنس والبنية والصورة والقراءة…

نأمل أن تُسهم أشغال الندوة المنتظرة في الارتقاء بمستوى البحث في الحقل العرفانيّ، وإن كان من الضروريّ التنبيه إلى ما يَكتنف هذا البحث في البلاد العربيّة من عقبات تحُول دون التمثّل الدقيق للمعارف والإسهام الإيجابيّ فيها.

o اللّجنة العِلميّة:
• الحَسني غابري ومحمّد عبدالوهاب يوسفي.
• حياة الخياري وسليم العمري.
• كمال زيتوني ووسام العريبي.

شروط المشاركة:
• أن يكون البحث ذا صلة بأحد محاور النّدوة.
• أن يكون البحث باللّغة العربيّة .
• ألاّ يكون البحث منشورًا من قبل، ولا مقدّما إلى ندوة أخرى.
• ألا يقلّ البحث عن 4000 كلمة ولا تتجاوز 8000 كلمة.

تحميل الاستمارة

مَواعيد مُهمّة:
• o تاريخ انعقاد الندوة: 8 و9 نوفمبر 2016 .
• o آخر أجل لِقبول المُقترحات مُلخّصة 15 جانفي 2016.
• o الردّ على المُقترحات 01 فيفري 2016.
• o آخر أجل لِقبول البحث كاملا 15 أفريل 2016.
• o الردّ على الأعمال كاملة 30 ماي 2016.

• مُلاحظات:
– لا تقبل أيّة مُشاركة خارج المواعيد المضبوطة.
– يتكفّل المعهد بنشر أعمال الندوة بعد تحكيمها كما يتكفّل بإقامة الضيوف المشاركين القادمين من خارج البلاد التونسيّة.
– تُرسل الملخّصات والبحوث إلى لجنة التنظيم:
سليم العمري elomris@yahoo.fr
المنجي القلفاط moutanebbi@gmail.com