Awad Abdmabot Mohamed Salam

ترسَّخت قوانين حمايــة البيئــة لدى الشعوب حتى أصبحت بنـود الحفاظ على الأنواع الأحيائية مسألة فى حُكـْم الفريضـه ، فريضـةٌ تعكس احتراماً لكل ما أبدَعــه المهندس الأعظم سبحانه وتعالى من خلــق ٍعلى سطح الأرض ، وهـو إبــداع تعكسُ مُعطياتِه قـُـــــدرة إلــه، وإحكــام خالــق ، وجمال بارئ مصــوِّر، إبداع تتناغـــم على أوتــاره متغــيرات بالغــة التعقـيــد، تُنـظـِّـم حيــاة جمــوع بلايــين الكائنــات والمخلوقــات، من نَبْــتٍ وضــَرْع، وأسمـاك وفِطـْر، وزاحف وحَـشـَـر، تـَمْـتزجُ جملـةً فى أُغنيــةِ علاقـاتٍ وتفاعــلاتٍ زمكانيـة لاتـُعَــــــدُ ولاتُحـصى، ومشبعـة بمعـادلات صحيحـة جـداً من الدقـة والنظــام والترتيب، إحتــار فى فهم جــزء من مدركاتها شوامــخ عباقــرة العصور، أبسـطها لماذا تـُهاجــر الحيوانــات من (س) الى (ص) فى نفس الوقت من السنــه داخل الإقليــم الجغــرافى الواحد؟، ولماذا تنتحــر الحيتـان جماعيــا؟ ، وغــيرها من الألغاز...!!!، إن هذه المنظومــة البيئيــة الدقيقـة أبســط ماتحتــاج اليـه منــا هــو تســبيح خالقهــا (سبحانه وتعالى)، والمشاركة فى حمايتها أو صيانتهــا، أو حتى أقــــل من ذلك.
وحقيقـة الأمــر، فإن مبدأ حماية الأنواع كـلٌ متماســك، لايُستحب تجزئتــه أو تفتيتــه، فلا حمايـــة لنــوع دون موطنــه البيئى، ولا حماية لنــوع وترك الآخــر من نفس نوعــه، ولا حماية لنبــات وتــرك حيــوان وهو من غير نوعــه، ولا حمايــة لفــترة زمنيــة وترك فــترة أخــرى، ولا حماية لمتحــرك وترك ثابــت أو عكسـه، لأن تطبيـــق ذلك من وجهـــة نظرنــا يعتبر تمزيقـــاً لثـــوب الحمايــة ....
واذا كانت مصــر قد وقَّعت على العديــد من الإتفاقيـات العالمية والمعاهــدات الدوليــة والإقليمية التي تســاهم فـى حمايــة الأنواع Species والأنظمــة البيئيــة Ecosystems ، والتنوع الحيوي biodiversity ، كنوع من المشاركـــة فى الجهــود الهادفــة الى حمايــة البيئــة العالميــة بشتى أنواعها، شاملة بالقـَطـْع حماية الأنـواع، فان تسليـــط الضـوء عـلى دور المحميـات الطبيعيـة فى حمايـة الطيور البرية فى مصــر يصبح أمراً منطقياً، ويُعَــد سـنداً قوياً لإختيــاره كموضوع ٍ للبحث .
ورغم قلة البيانات، فقد جاءت هذه الدراسة لوضع رؤية شاملة، ومفصلة نسبياً عن انواع الطيور البرية المقيمة فى مصـر، وحصر المهددة بالإنقراض منها، وتشمل الدراسة تحــديد أسـماء وأعــداد هذه الأنواع المهــددة، وكذا تحديد فئة التهديـد البيئى لكل منها، إضافة الى بيان متغيرات التوزيع الجغرافى لها على مستوى الأقاليــم أو المناطق من ناحيــة، وكذلك على مستوى العائلات من ناحية أخــرى، ودراسة المتغيرات البيئيـة لهــا فى ضـوء المتاح من البيانات، لإستنتاج إمكانيـــة الحماية لهذه الأنــواع، أو خلاصــة موقفها من مسألة الحماية .