يرجع تاريخ كلية الآداب الى عام 1908 حين تأسست الجامعة الأهلية ، وكانت الدراسات الأدبية أهم شعبة فيها ، وقد بدأت هذه الجامعة حياتها بمحاضرات فى الثقافة العامة يلقيها أساتذة من المصرين والاجانب ، ونتيجة لما حققته الجامعة الأهلية من آمال كبار عبرت عن تطلعات المصريين ، فكرت الحكومة فى عام 1917 فى إنشاء جامعة حكومية ،و ألفت لجنة لذلك أشارت بضم المدارس العليا القائمة الى الجامعة فى فبراير سنة 1923، وتم الاتفاق بين الحكومة وإدارة الجامعة الأهلية على الاندماج فى الجامعة الجديدة على أن تكون كلية الآداب نواة لهذه الجامعة
. وفى 11 مارس سنة 1925 صدر مرسوم بقانون بانشاء الجامعة الحكومية باسم الجامعة المصرية وكانت مكونة من كليات أربع هى : الآداب ــ العلوم ــ الطب ــ الحقوق.
وفى أكتوبر من العام نفسه ضمت مدرسة الآثار التى كانت تابعة وقتئذ لمدرسة المعلمين العليا لكلية الآداب .
وكانت الكلية عام 1925 مكونة من ستة أقسام هى:
1. قسم اللغة العربية واللغات السامية وآدابها .
2. قسم الفلسفة .
3. قسم اللغات الحية .
4. قسم الدراسات القديمة .
5. قسم التاريخ والجغرافيا .
6. قسم الآثار .
وافتتحت الدراسة بالكلية فى مقر الزعفران بالعباسية فى أكتوبر عام 1926 ثم أنتقلت فى أكتوبر عام 1929 إلى المبنى المخصص لها من مبانى الجامعة التى شيدت فى حدائق الأورمان بالجيزة ، ثم أطرد نمو الكلية ، فاستقل قسم الجغرافيا عن قسم التاريخ ، لينهض كلاهما بتخصصه وما يتصل به من علوم وأبحاث ، كما أرتقت الكلية بدراسة الآثار وجعلتها معهدا يلتحق به الطلاب بعد حصولهم على درجة الليسانس أو ما يعادلها ، كما اتسعت دراسة الآثار لتضاف إليها دراسة الآثار الأسلامية فى قسم جديد سنة 1933 بعد أن كانت الدراسة قاصرة على دراسة الآثار المصرية القديمة ،وكانت الكلية قد اتخذت لقسم الجغرافيا ومعهد الآثار مبنى خاصا يشرف على النيل يقع فى شارع الرماحة ، و لما ضاق المبنى الذى خصص لكلية الآداب فى عام 1929 عن استيعاب أقسامها المختلفة كنتيجة طبيعية لنمو الدراسات فيها ، شيد لها ملحق فى حرم الجامعة فى عام 1937 لقسمى اللغة الأنجليزية والتاريخ .
ومنذ ذلك التاريخ تتطور الدراسات فى كلية الآداب وتتزايد أعداد الطلاب. كان عدد الطلاب عند افتتاح الجامعة فىالعام الجامعى 1925/ 1926 فى مرحلة الليسانس 205 وصل عددهم عام 2005 الى 21 ألف طالب .
كما وصل عدد طلاب الدراسات العليا عام 2005 إلى 2500 طالب .ومما يذكر أن كلية الآداب منذ يومها الأول قد أرست قواعد العمل الجامعى فى الدراسة والبحث العلمى كاملين ، على أساس ارتباط أقسام الكلية ودراساتها بعضها ببعض ،بل وارتبط بعض أقسامها بالعمل فى بعض أقسام الكليات الأخرى . كما أن درجة الليسانس التى منحتها بعض أقسام الكلية (كقسم الجغرافيا مثلا ) فىعام 1929 لقيت الاعتراف بها فى بعض جامعات أوربا .
كما واظبت الكلية على الاشتراك فى المؤتمرات الدولية التى تتصل موضوعاتها بدراسات الكلية ،وأوفدت أساتذة يمثلونها فى هذه المؤتمرات والندوات ، ويشاركون بأبجاثهم فى أعمال هذه المؤتمرات .
لقد ساهمت كلية الآداب فى النهضة التعليمية للفتاة المصرية ،حيث بدأ الإقبال على كلية الآداب منذ عام 1929 . وكانت أول دفعة تخرجت فيها الطالبات عام 1933 مكونة من أربع طالبات ، كما بدأ العنصر النسائى يظهر ضمن القائمين بالتدريس فى الكلية منذ أواخر الثلاثينيات من هذا القرن .