Mahmoud Abdel-Fattah Mahmoud Abdel-Latif Anbar
Doctor of Physical Geography
Cairo University, Faculty of Arts, Department of Geography (email)
Cairo University, Faculty of Arts, Department of Geography (email)
مُـقَـدِّمَـة
تَزدادُ أَهَميَّةُ البحَار والمُحيطات، يَوْمًا بَعد يَوْمٍ، خَاصّةً بَعد الانتباهِ للتغيُّرات المُناخيَّة Climatic Changes وارتفاع مَنسوب مُستوى سَطْحِ البَحر، وتَهديدُ أَجزاء واسعة مِنْ المَناطق الهامِشيَّة المُنخفضة على سَواحلِ القَارات بالغَرقِ، وتَهجيرُ عَدَدٌ كَبيرٌ مِنْ السُكَّانِ.
ويَتَأَلَّفُ اصطلاحُ "أُوقيَانُوغرافيَا Oceanography, " مِنْ مَقْطَعَيْن (كَلِمَتين) مُشتقَتين مِنْ اللغةِ اليُونانيَّة، هُمَا Ocean وتَعني مُحيط، ويُطْلَقُ عَليه باليُونانيَّةِ Okeanos، أمَّا الكَلِمَة الثانية Graphy فتعني وَصف أَوْ صورة الأرض (باليُونانيَّةِ Graphos). وبذلك فَإنَّ مُصطَلَح "أُوقيَانُوغرافيَا Oceanography, " يُقْصَدُ به الوصف العَام أَوْ الصورة العَامَّة للبحَارِ والمُحيطَات، وقَد يُعَبَّرُ عَنه بجُغرافيةِ البحَار والمُحيطَات. وقد ذُكِرَ مُصْطَلَح "أُوقيَانُوغرافيَا Oceanography, " لأوَّلِ مَرَّةٍ على يَدِ Marry للدَّلالةِ على جُغرافيةِ البحَار والمُحيطات، وذلك في أواخر القَرن التاسِع عَشر (مَحسوب، 2002، ص3).
وتَهتمُّ جُغرافية البحَار والمُحيطَات بدراسةِ كُلّ مَا يَتعَلَّقُ بالأحواضِ المُحيطيَّة، مِنْ المنظُورِ الجُغرافي، وذلك بدايةً مِنْ نَشأتِها والتعرف على مَظاهِرها التضاريسيَّة وخَصائص مِياهها الكيميائيَّة والطبيعيَّة، بالإضافةِ إلى حَرَكَةِ مِياهها الديْناميكيَّة، إلى جَانبِ رَصد مَواردها الاقتصاديَّة، مِنْ أَجلِ إبراز الجَانب النفعي والتطبيقي لِهذا الفَرع مِنْ الجُغرافيَا الطبيعيَّة عَنْ البحَارِ والمُحيطَات.
يَشتَمِلُ هَذا الكتابُ على
، بَدَأَ
بالكَشْفِ الجُغرافي عَنْ البحَارِ والمُحيطَات، مُتتبِّعًا الرحلات الاستكشافيَّة والبَعَثَات البَحريَّة الجَماعيَّة التي خَرجت للبَحثِ والدراسة في مِيَاهِ البحَار والمُحيطَات. واختصَّ
بتناولِ النظريَّات والآراء التي دَارَت حَوْل تَكَوُّن البَحار والمُحيطَات ونَشأة الحيَاة فيها. ثُمَّ جَاءَ
لمُتابعةِ التطوُّرات التي طَرَأت على البحَارِ والمُحيطات، ومُلاحَظة الصورة التوزيعيَّة لَها، وذلك مِنْ خِلالِ رَصد التغيُّرات التي حَدَثت في مُستوى سَطْح البَحر عَلى مَرِّ العصور الجيولُوجيَّة.
أمَّا
فَاهتمَّ بدراسةِ المُحيطَات والبحَار الرئيسه في العَالَمِ، وذلكَ مِنْ حَيْثُ: المساحة والشكل وقَاع المُحيط وجُزره، وكَذلك أَهَم البحَار المُلْحَقَة بالمُحيطِ. ونَظَرًا لِقُوةِ العَلاقَة بِيْن الغُلاف المَائي Hydrosphere ، والغُلاف الجَوّي Atmosphere ، تَنَاولَ
الأحوال المُناخيَّة في مَناطق البحَار والمُحيطات، وكَذلك تَقسيمها إلى أقاليمٍ مُناخيَّةٍ. ويَأتي
مِنْ أَجلِ دِراسة الخَصائص الكيميائيَّة والطبيعيَّة لمِيَاهِ البحَار والمُحيطات، وذلكَ مِنْ حَيْثُ: المِلُوحَة، والكَثافة، ودَرَجَة الحَرارة للمِيَاهِ "السطحيَّة، والعَميقَة"، ولَوْن وشَفافيَّة مِيَاه البحَار والمُحيطَات".
ودَرَسَ
الحَرَكَة الديْنَاميكيَّة لمِيَاهِ البحَار والمُحيطات، على اعتبارِ أنَّ المِيَاهَ في الأحواضِ المُحيطيَّة في دَيْمُومَةٍ حَركيَّةٍ لا تَتَوقَّف، سَواءٌ أَكانت عَنْ طَريقِ حَركة الأمواج، أَوْ حَركة التيَّارات البَحريَّة، أَوْ عَنْ طَريقِ حَركتي المَد والجَزر. وتَتَعَرَّضُ مَناطق السواحل لِعميَّات التعرية الساحليَّة، وبهذا جَاءَ عنوانُ
، الذي تَنَاوَلَ عَمَلِيَّتي النحت والإرسَاب بالمَناطق الساحليَّة، بالإضافةِ إلى تَصنيفِ الشواطئ. واختصَّ
بشرحِ التكوينات المُرجَانيَّة وأشكالها المُورفُولُوجيَّة، مَع عَرضٍ لأهَمِّ النظريَّات الخَاصة بِكَيْفيَّةِ تَكَوُّن الشِّعَاب المُرجانيَّة.
وفي
، كَانت دِراسة المظَاهِر التضاريسيَّة في مَناطق الرفْرَف والمُنحَدَر القَاري، وكَذلك في قِيعان البحَار والمُحيطَات، حَيْثُ مَظاهر سَطْح القَاع السالبة والموجَبة. ويُختَتَمُ الكتابُ
الذي أَلْقَى الضوْءِ على المواردِ الاقتصاديَّة في البحَارِ والمُحيطَات، وذلك مِنْ أَجلِ تَأكيد دور الدراسات الجُغرافيَّة في الجَانب النفعي والتطبيقي للمُجتمعِ.
وقَد رَاعيْنا، على قَدْرِ المُستطَاع، أن يَتضمَّنَ الكِتابُ على أَحدثِ وسائل الفَهْم والإيضَاح، مِنْ خَرائطٍ وأشكالٍ ومَرئيَّات فَضائيَّة وصورٍ فُوتوغرافيَّةٍ، حَتى تَصِلَ المعلومَة كَامِلةً، غَيْر مَنقُوصَة.
واللهَ نَسألُ أن يَكُونَ هذا الكتابُ صَيْبًا نَافعًا ورافِدًا مِنْ روافِدِ العِلْم، في مَجَالِ جُغرافية البحَار والمُحيطَات، يَنتَفعُ به طُلابُ العِلْم والبَاحِثون عَنه. ولا نَدِّعي كَمَالاً فالكمال للهِ وَحْدَه لا شَريك لَه، وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.
المُؤلِّفَان
إبريل 2016